الأمة الإسلامية في فكر محضير محمد
مفكر اسلامي بارز ورجل دولة من الطراز الأول وصاحب تجربة تنموية آسيوية متميزة لدولته ماليزيا, وله رؤية ثاقبة في متغيرات وظواهر العصر, وفي مقدمتها ظاهرة العولمة وكيفية التعامل معها لصالح أمته الاسلامية بصفة خاصة وشعوب الجنوب أو العالم الثالث بصفة عامة, مؤكدا أن ظاهرة العولمة الحالية لابد أن توضع موضع المساءلة وألا يترك الأمر برمته للدول الغنية لكي تقرر ما تشاء.
ومفكرنا هو محضير بن محمد رئيس وزراء ماليزيا الذي ترك رئاسة مجلس الوزراء الماليزي بالأمس, وفي الوقت نفسه ترك زادا فكريا من واقع مبادرته التنموية الخلاقة داخل بلاده من ناحية ورؤيته لتصحيح مسار النظام الدولي الراهن الذي يتعرض فيه السلام والأمن الدوليان لمأزق خطير غير مسبوق من ناحية أخري وصدرت تلك الرؤي الفكرية في عشرة مجلدات باللغة العربية وأخري باللغة الانجليزية عن دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني ببيروت.
ولا عجب أن يعطي مفكرنا محضير بن محمد للأمة الاسلامية جل اهتمامه لنهضة الأمة من ناحية وتصحيح صورتها في عالم اليوم, مؤكدا أن الاسلام دين سلام ولا يوجد شيء في الاسلام يعيق التحديث وأن ثقافة التسامح والتعايش مع الأديان والمعتقدات الأخري هي دون شك وليدة الحضارة الاسلامية التي وفرت مناخا لتلاق ايجابي قائم علي الأخذ والعطاء في الأفكار بعيدا عن السلبية,
وإذا كان مفكرنا محضير بن محمد قد خص الأمة الاسلامية بالمجلد الأول من مجلدات موسوعته العشرة فإنه تطرق الي هموم أمته في بقية المجلدات سواء وهو يفند ادعاءات العولمة وينتقد سلوكياتها في المجلدين الرابع والسادس أو عندما يتحدث عن العلم والديمقراطية وحقوق الانسان في المجلد السابع وعن القضايا المعاصرة في المجلد العاشر أو عندما يشرح تجربة آسيا التنموية والديمقراطية والتعاون الاقليمي في المجلدات الثالث والثامن والتاسع.
ونستطيع القول دون مبالغة أن كتابات مفكرنا محضير بن محمد تشكل زادا فكريا مضافا الي مجموعة المفكرين الذين أبدعوا في هذا المجال وفي مقدمتهم الفارابي والكواكبي والأفغاني ورشيد رضا ومالك بن نبي صاحب كتاب كومنولث العالم الإسلامي وجمال حمدان( في كتابه العالم الاسلامي)... الخ.
نحن اذن أمام مبادرة فكرية وعملية معا أبدع صاحبها في عطائه الفكري جنبا الي جنب مع انجازاته التنموية داخل بلده ماليزيا ومشاركته في التعاون الآسيوي الاقليمي وفي المحافل الدولية. ولا عجب مرة أخري أن يترك كرسي رئاسة مجلس الوزراء بالأمس وبلاده تستضيف كلا من حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي لمدة ثلاث سنوات قادمة. وكل الشواهد تؤكد أن الحركة والمنظمة سوف تشهدان تطورا وإصلاحا تنظيميا يتلاءم مع روح العصر لتتم إعادة ترتيب كل من بيت العالم الثالث وبيت العالم الاسلامي لمواجهة اخطبوط العولمة وتداعياتها وإرساء لديمقراطية عادلة في القرية الكونية التي ترفض مبدأ اليهمنة القطبية.
بتقنية المعلومات وامتلاك القدرات الضرورية لمعالجة التحديات التي يطرحها عصر المعلومات في كل يوم.
موضوع: الامة الاسلامية 
السبت فبراير 14, 2009 11:47 am
